في اطار برنامج مكافحة الانقطاع المبكر عن التعليم وعمالة الأطفال (Protecte) الذي تموله منظمة العمل الدولية عن طريق مكتبها بتونس ويجري تنفيذه في ولايتي صفاقس وجندوبة، نظم الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس باعتباره شريكا رئيسيا فيه ندوة حول هذه الظاهرة تحت شعار" صغيري مستقبل بلادي" دعا اليها كل الأطراف المعنية وجمع فيها ثلاثين من الأمهات و40 من الأطفال جرى اختيارهم بصفة تشاركية من مختلف معتمديات الولاية. وحضر الندوة عن الاتحاد رئيسه السيد أنور التريكي وأعضاء المكتب التنفيذي السادة يوسف بن حمد وسليم المراكشي والمنجي بوعتور وحاتم الفراتي ومنير العفاس وسليم عبيد والفريق المشرف على تنفيذ البرنامج المؤلف من السيد نزار بالرقيقة عضو المكتب التنفيذي والسيدة رحمة ملاك منسقة البرنامج ومسؤولة المالية الخبيرة المحاسبة السيدة سعيدة الفخفاخ إضافة الى ممثلي عدد من الاتحادات المحلية والغرف الجهوية ورياض الأطفال . وشارك في الندوة فريق من إطارات مندوبيتي التربية يتقدمهم السيدان محمد بن جماعة المندوب الجهوي صفاقس1 ومنير دمق المندوب الجهوي صفاقس2، وفريق من إطارات الإدارة الجهوية للشؤون الاجتماعية تتقدمه السيدة نبوية النائلي المديرة الجهوية وفريق من الإدارة الجهوية للتشغيل تتقدمه المديرة الجهوية السيدة سلوى اللواتي بوصرصاروفريق من المندوبية الجهوية للمرأة والأسرة والطفولة . كما حضر الندوة السيدة روضة كعنيش رئيسة الاتحاد الجهوي للمرأة وممثلو منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام.
وفي جلسة افتتاح الندوة التي واكبتها السيدة نهلة العكرمي المعتمدة بمركز ولاية صفاقس القى السيد أنور التريكي كلمة ركز فيها على أهمية تظافر الجهود لمكافحة ظاهرة الانقطاع المبكر عن التعليم مشيرا الى حرص تونس منذ الاستقلال على خلق ثروة تعليمية وهو ما شهد بمرور الزمن تقهقرا في العدد والمضمون مؤكدا استعداد منظمة الأعراف الدائم للانخراط في كل جهد يضع حدا لهذه التظاهرة ويقي الأجيال الجديدة من مخاطرالانقطاع.وتقدم بالشكر لمنظمة العمل الدولية وكل الأطراف المتدخلة.
اثر ذلك قدمت السيدة رحمة ملاك منسقة برنامج (بروتاكت) عرضا بشريط توثيقي عن المراحل التي مر بها تنفيذ هذا البرنامج منذ انطلاقته الرسمية في نوفمبر2022 ووضحت أهدافه ومراميه داعية الجميع الى المشاركة في ابداء الراي وتقديم المقترحات عبر استبيان متوفر في موقع البرنامج على الويب.
ثم قدمت السيدة نعيمة النيفر المديرة بمندوبية التربية صفاقس1 عرضا موثقا عن المؤسسات التربوية في دائرة المندوبية والتسرب المدرسي ونسبه في مختلف المراحل وأسباب ذلك (ومنها الحجب المتكرر للأعداد)، وما جرى بذله من جهود وطنية وجهوية للحد منه ومعالجته.. وختمت بالقول علينا ان نتعامل مع الظاهرة بطريقة غير نمطية ومن منطلق " تلميذ مختلف ، في ظروف مختلفة، مع آمال مختلفة"..
تلتها مداخلة للسيد مراد الزواغي المدير بمندوبية التربية صفاقس2 استكمل فيها صورة النسيج التربوي في ولاية صفاقس من حيث المؤسسات ونسب الانقطاعات.. وقال ان تناقضا مثيرا يبرز في صفاقس حيث انها تحتل المراتب الأولى وطنيا في التميز التعليمي لكنها في الوقت نفسه تتخطى المعدل الوطني في الانقطاع.
بعد ذلك تحدثت السيدة نبوية النائلي المديرة الجهوية للشؤون الاجتماعية فاستعرضت بالخصوص التشريعات والبرامج والآليات والهياكل التي أنشاتها الدولة لمكافحة ظاهرة الانقطاع عن التعليم ومعالجة أسبابه.
إثرها قدمت السيدة سلوى اللواتي عرضا مفصلا لمنظومة التكوين المهني شارحة شروطه وآلياته وحوافزه ودوره الهام اجتماعيا واقتصاديا وخاصة في مجال انتشال ضحايا التسرب المدرسي.. وقالت ان نسبة النجاح في مؤسسات التكوين بولاية صفاقس فاقت 90 بالمائة ونسبة الادماج زادت على 70 بالمائة ولم تتجاوز البطالة 12 بالمائة.. كما اشارت الى هيكل جديد بعثته الدولة تحت مسمى " مدرسة الفرصة الثانية" حيث بعثت لهذا الغرض ثلاث مدارس في العاصمة والقيروان وقابس.
اخذت الكلمة بعد ذلك السيدة ألفة اللوز القرقوري رئيسة مشروع ( رائدات) التابع لوزارة شؤون المراة والاسرة والطفولة فقدمت تفصيلا لما يوفره من فرص ومساعدات لمساعدة النسوة على بعث مشاريع خاصة.. وتفاعلت مع أسئلة واستفسارات الحاضرات.
كماكان للسيدة روضة كعنيش رئيسة الاتحاد الجهوي للمراة كلمة ثمنت فيها ما يبذل من جهود لإنقاذ الطفولة من الضياع مبرزة انخراط اتحاد المراة في هذه الجهود.
هذا وقد شهدت الندوة في حصتها المسائية ورشات عمل للفئات المستهدفة من أمهات وأطفال مع عرض الخطوات القادمة لمشروع بروتاكت.