تسجيل
آخر الأخبـــار >   بيان

خرجت صفاقس يوم 22 فيفري 2017 لتقول بصوت واحد : " لا  لاستمرار التلوث في مدينتنا" ..ونظمت تنسيقية البيئة حراكا سلميا متجددا للمطالبة بإغلاق مصنع " سياب " .. والاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية الذي هو عضو في التنسيقية إذ يضم صوته إلى صوت أبناء الجهة في المطالبة بتوفير بيئة سليمة افتقدناها منذ عقود فإن المكتب التنفيذي للاتحاد يضيف إلى هذا المطلب ما يلي :
·      إن استمرار تجاهل هذا المطلب البيئي المشروع يتنزل في سياسة عامة انتهجتها الحكومات منذ عهود تتمثل في تهميش صفاقس وتقويض إشعاعها واستنزاف طاقاتها الخلاقة وامتصاص خيراتها وخبراتها من دون إعطائها ما تستحق ليس فقط في المجال البيئي بل وفي معظم المجالات الحيوية الأخرى وخاصة المتعلقة بالشأن الإقتصادي والبنية الأساسية بمختلف قطاعاتها .
·      يعلم القاصي والداني ، والحكومات المتعاقبة أولهم ، أن البنية التحتية متهرئة من الطرقات الى الميناء الى المطار الى محطة القطارات الى المناطق الصناعية الكاملة التجهيز الى الفضاءات الرياضية والترفيهية الى الادارات المكبّلة بألف طريقة .
·      في هذا السياق وبالرغم من المطالبات التي لم تفتر في اطار القانون يتم الاعلان عن مشاريع لتحقيق المطلوب او جزء منه مثل توسعة المطار وتوسعة الميناء واقامة منطقة لوجيستية وتوفير مناطق صناعية حديثة والاهتمام بالنقل للبشر والسلع وتوفير مسلخ صحي حديث الخ ... لكن هذه الوعود تبقى دوما " محل دراسة " وتتعطل لسنوات .مثل المحولات الطرقية التي انجز منها واحد فقط لمدينة من مليون ساكن وبمواصفات عرجاء او المدينة الرياضية الموعودة منذ التسعينات او شاطئ تبرورة الغارق حتى الان في وحل طلب العروض الى المستشفى الى الطريق السيارة بالاتجاهات الشمالية والجنوبية الى الميترو وغير ذلك... هذا اضافة الى التسيب في الادارة وعدم الحزم في تطبيق القانون خاصة في التجارة الموازية او في تعطيل الانتاج عشوائيا في المؤسسات.
·      كل هذا نتج عنه تراكم المشاكل لحد لم يعد يطاق . فهجرصفاقس من هجرها من خبرات ورجال اعمال ومؤسسات وصارع من صارع بالاعتماد على النفس وهو طبع أهلها على مر التاريخ .. وخفت بريق صفاقس التي وصل رحالوها الى جنوب افريقيا وعلماؤها الى جنوب الصحراء وتجارها الى العراق والشام وكامل حوض المتوسط ..وبعدما كانت قاطرة اقتصادية لنصف تونس الجنوبي صارت مصنفة سابعة وطنيا بالرغم من انه لولا زيتها واسماكها وخيراتها الفلاحية وصناعاتها الانتاجية والتصديرية لفرغت خزينة الدولة من زمان.
·      كل هذا لم يكن له الا ان ينتج حالة من الغضب المتفاقم والاحساس بالغبن وهو ما دفع الى مثل هذا التحرك الشعبي الاحتجاجي على التلوث رغم ان اهل صفاقس ليس من طبعهم مغادرة مواقع الانتاج الى الشارع.
·      اخيرا وبالرغم من كل ما تقدم يبقى الأمل قائما فيما قدم مؤخرا من وعود وما تم الشروع فيه من بعض الانجازات على أمل ألا تكون حجارة للتأسيس يتوقف البناء بعدها بمجرد اختفاء آلات التصوير ووسائل الإعلام .. وستظل صفاقس بما فيها من طاقات جبارة وخبرات عالية متشبثة بأن تلعب دورها التاريخي اقتصاديا واجتماعيا ونضاليا وثقافيا متمنية على سلطات القرار الوطنية أن تتحرك لمنع المزيد من التردي وفقدان الثقة.
 
انور التريكي
رئيس الاتحاد